الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الإصابة في تمييز الصحابة **
بسم الله الرحمن الرحيم قال أبو عمر أسلم يوم الفتح وقتل يوم الجمل. أبو أبي بن أم حرام مشهور بكنيته وقيل اسمه عبد الله بن عمرو وقيل عمرو بن عبد الله وقيل غير ذلك يأتي في الكنى. يأتي في بن أوس بن وقش. ويقال الطائي عم المغيرة بن سعد بن الأخرم تقدم له حديث في ترجمة سعد بن الأخرم وذكر له خليفة حديثًا آخر وسمى أباه ربيعة فكأن الأخرم لقبه وقال البخاري قال لي أبو حفص حدثنا بن داود سمعت الأعمش عن عروة عن المغيرة بن سعد بن الأخرم أن عمه أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال البخاري مغيرة بن سعد بن الأخرم لا يصح إنما هو مغيرة بن عبد الله. وقيل بن أزعر وهو بن أبي حبيبة يأتي. يأتي في بن عمرو. واسمه عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري قال البخاري عبد يغوث جده وكان خال النبي صلى الله عليه وسلم أسلم يوم الفتح وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر وعمر وكان على بيت المال أيام عمر وكان أميرًا عنده حدثت حفصة أنه قال لها لولا أن ينكر علي قومك لاستخلف عبد الله بن الأرقم وقال السائب بن يزيد ما رأيت أخشى لله منه وأخرج البغوي من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم استكتب عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث وكان يجيب عنه الملوك وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك فيكتب ويختم ولا يقرؤه لأمانته عنده واستكتب أيضًا زيد بن ثابت وكان يكتب الوحي وكان إذا غاب بن الأرقم وزيد بن ثابت واحتاج أن يكتب إلى أحد أمر من حضر أن يكتب فمن هؤلاء عمر وعلي وخالد بن سعيد والمغيرة ومعاوية ومن طريق محمد بن صدقة الفدكي عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال عمر كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم كتاب فقال لعبد الله بن الأرقم الزهري أجب هؤلاء عني فأخذ عبد الله الكتاب فأجابهم ثم جاء به فعرضه على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أصبت قال عمر فقلت رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كتبت فما زالت في نفسي يعني حتى جعلته على بيت المال وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعنه عبد الله بن عتبة بن مسعود وأسلم مولى عمر ويزيد بن قتادة وعروة قال بن السكن توفي في خلافة عثمان وهو مقتضى صنيع البخاري في تاريخه الصغير ووقع في ثقات بن حبان أنه توفي سنة أربع وأربعين وهو وهم وقال مالك بلغني أن عثمان أجاز عبد الله بن الأرقم بثلاثين ألفًا فأبى أن يقبلها وقال إنما عملت لله وأخرج البغوي من طريق بن عيينة عن عمرو بن دينار استعمل عثمان عبد الله بن الأرقم على بيت المال فأعطاه عمالة ثلاثمائة ألف فأبى أن يقبلها فذكر نحوه. ويقال أريقد بالدال بدل الطاء المهملتين ويقال بقاف بصيغة التصغير الليثي ثم الديلي دليل النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر لما هاجرا إلى المدينة ثبت ذكره في الصحيح وأنه كان على دين قومه وسيأتي له ذكر في ترجمة عبد الله بن أبي بكر الصديق قريبًا يتعلق بالهجرة أيضًا ولم أر من ذكره في الصحابة إلا الذهبي في التجريد وقد جزم عبد الغني المقدسي في السيرة له بأنه لم يعرف له إسلاما وتبعه النووي في تهذيب الأسماء. ذكره بن منده وأخرج من طريق عبد الملك بن إبراهيم قال أخبرني حاجب بن عمر قال: كان اسم جدي عبد الله بن إسحاق وكان أصيبت رجله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه الأعرج. ذكره بن أبي حاتم وابن حبان وغيرهما في الصحابة وقال البغوي ذكره البخاري في الصحابة وهو خطأ وروى أبو بكر بن أبي شيبة والبزار والبغوي وابن السكن والحاكم من طريق هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهيت إلى سدرة المنتهى ليلة أسري بي فأوحي إلي في علي أنه إمام المتقين الحديث وأشار إليه بن أبي حاتم بقوله روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو كثير وأخرج البغوي طرفا منه ولفظه أسري بي في قفص من لؤلؤ فراشه من ذهب ولم يذكر قصة على لكن وقع عنده عن عبد الله بن سعد بن زرارة وبهذا قال أولًا إنه خطأ وأسعد بن زرارة مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلا يبعد الصحبة لابنه وأما قول بن سعد إنه لا عقب له إلا من البنات فلا يمنع أن خلف ولدا ذكرًا ويموت ولده عن غير ذكر فينقرض عقبه من الذكور وسيأتي ذكر عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة وما في اسم أبيه من الاختلاف وقد ذكر الخطيب الاختلاف في سند هذا الحديث في الموضح قال الخطيب هكذا رواه أحمد بن المفضل ويحيى بن أبي بكر الكرماني عن جعفر الأحمر وخالفهما نصر بن مزاحم عن جعفر فزاد في السند عن أبيه فصار من مسند أسعد بن زرارة وخالف جعفر المثنى بن القاسم فقال عن هلال عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أنس عن أبي أمامة رفعه وقيل عن المثنى عن هلال كرواية نصر بن مزاحم ورواه أبو معشر الدارمي عن عمرو بن الحصين عن يحيى بن العلاء عن حماد بن هلال عن محمد بن أسعد بن زرارة عن أبيه عن جده وقال محمد بن أيوب بن الضريس عن عمرو بن الحصين بهذا السند مثل رواية نصر بن مزاحم انتهى كلام الخطيب ملخصا ويمكن الجمع بأن يكون عبد الله بن أسعد ليس ولد الأسعد لصلبه بل هو بن ابنه ولعل أباه هو محمد فيوافق رواية نصر وهذه الرواية الأخيرة ويكون قوله رواية المثنى بن القاسم عن أنس تصحيفا وإنما هي عن أبيه وأما أبو أمامة فهو أسعد بن زرارة هكذا كان يكنى والله أعلم ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء والمتن منكر جدًا والله أعلم. روى حديثه أبو شهاب عن المغيرة بن زياد عن مكحول عنه مرسلًا هكذا أخرجه بن منده وقال البغوي يقال هو أخو واثلة وأسند حديثه هو وابن قانع ولفظ المتن يحشر الناس آحادا الحديث وصوب بن عساكر في تاريخه أن الحديث من رواية مكحول عن واثلة بن الأسقع. بن مالك بن عامر بن أنيف البلوي حليف الأنصار الأنصاري قال بن سعد بايع تحت الشجرة وكذا قال بن الكلبي والبغوي والطبري. بن شهاب بن عوف بن عمرو بن الحارث بن سدوس السدوسي ذكره بن أبي حاتم في الصحابة وقال البغوي ذكر أولاده أن له صحبة ووفادة ولا أعلم له حديثًا قلت بل له حديث أخرجه البزار والطبراني وغيرهما من طريق عبد الحميد بن عقبة عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن أبي جده عبد الله بن الأسود قال خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس فأهدينا له تمرا فقربناه إليه على نطع فأخذ الحفنة من التمر فقال أيش هذا فجعل يسمى له فذكر الحديث قال البزار لا نعلمه روى إلا هذا وذكره بهذا الحديث بن أبي حاتم فقال ذكر أنه وفد روى عبد الحميد فذكره وقال مسلم بن إبراهيم عن الصعق بن حزن عن قتادة هاجر من ربيعة أربعة بشير بن الخصاصية وفرات بن حيان وعمرو بن ثعلب وعبد الله بن الأسود قلت وله ذكر في ترجمة الخمخام. بالفتح الثقفي وذكر الثعلبي في تفسيره أنه ممن نزل فيه قال بن الكلبي له صحبة ويقال هو عبد الله بن مالك بن أبي أسيد الآتي أو هو عمه. ذكره بن شاهين وروى من طريق المدائني عن أبي معشر عن يزيد بن رومان قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم عبد عوف بن أصرم بن عمرو فقال من أنت قال عبد عوف قال أنت عبد الله فأسلم وفي ذلك يقول رجل من ولده: جدي الذي اختارت هلال كلها ** إلى النبي عبد عوف وافدا وقد مضى له ذكر في ترجمة زياد بن عبد الله بن مالك الهلالي وشعيثة بمعجمة ثم مهملة ثم مثلثة مصغرا. الشاعر ذكره بن أبي حاتم في الصحابة وسمى أباه الأعور ثم أعاده وسمى أباه عبد الله وقال المرزباني اسم الأعور رؤبة بن قراد بن غضبان بن حبيب بن سفيان بن نكرز بن الحرماز بن مالك بن عمرو بن تميم يكنى أبا شعيثة وكذا نسبه الآمدي وقال أهل الحديث يقولون المازني وإنما هو الحرماني وليس في بني مازن أعشى وروى حديثه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق عوف بن كهمس بن الحسن عن صدفة بن طيسلة حدثني معن بن ثعلبة المازني والحي بعده قالوا حدثنا الأعشى قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته: يا مالك الناس وديان العرب ** إني لقيت ذربة من الذرب الأبيات وفيه قصة امرأته وهربها وفي الأبيات قوله: *وهن شر غالب لمن غلب * قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهن شر غالب لمن غلب يتمثلهن وروى عن صدقة عن ثعلبة بن معن عن الأعشى وعن صدقة عن بقية بن ثعلبة عن الأعشى وروى عنه طيسلة بن صدقة حدثني أبي وأخي عن الأعشى وسيأتي في ترجمة نضلة بن طريف من وجه آخر وفيه تسمية الأعشى عبد الله بن الأعور الحرمازي وزعم المرزباني أن الأعشى هذا هو القائل: يا حكم بن المنذر بن الجارود ** سرادق المجد عليك ممدود أنت الجواد بن الجواد المحمود ** نبت في الجود وفي بيت الجود *والعود قد ينبت في أصل العود* قلت مقتضاه أن يكون عاش إلى خلافة بني مروان. أبو سعيد قال البخاري وأبو حاتم له صحبة وروى أحمد والنسائي والترمذي من طريق داود بن قيس عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي عن أبيه قال كنت مع أبي بالقاع من نمرة فمر بنا ركب فأناخوا فقال أبي كن ها هنا حتى آتي هؤلاء القوم فدنا منهم فدنوت معه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فكنت أنظر إلى عفرة إبطيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد وله عند البغوي حديث آخر. الليثي تقدم في سليم. هو أبي بن عمرو يأتي في الكنى. يأتي في بن عمرو. يعد في أهل بدر حكاه الحافظ الضياء. ذكره العدوي عن بن القداح فيمن شهد أحدًا واستدركه بن فتحون. واسمه حذيفة وقيل سهل بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم المخزومي صهر النبي صلى الله عليه وسلم وابن عمته عاتكة وأخو أم سلمة قال البخاري له صحبة وله ذكر في الصحيحين ومن طريق زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعندي مخنث فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية أخي إن فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان الحديث وله ذكر وحديث آخر في الصحيح أنه قال لأبي طالب أترغب في ملة عبد المطلب الحديث في قصة موت أبي طالب وروى بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عبد الله بن أبي أمية أنه أخبره قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد ملتحفا به أخرجه البغوي وفيه وهم لأن موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما ذكروا أن عبد الله بن أمية استشهد بالطائف فكيف يقول عروة أنه أخبره وعروة إنما ولد بعد النبي صلى الله عليه وسلم بمدة فلعله كان فيه عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية فنسب في الرواية إلى جده أو يكون الذي روى عنه عروة أخ آخر لأم سلمة اسمه عبد الله أيضًا وقد مشى الخطيب على ذلك في المتفق وقد وجدت ما يؤيد هذا الأخير فإن بن عيينة روى عن الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان سمعت جابر بن عبد الله يقول لما قدم مسلم بن عقبة المدينة بايع الناس يعني بعد وقعة الحرة قال وجاءه بنو سلمة فقال لا أبايعكم حتى يأتي جابر قال فدخلت على أم سلمة أستشيرها فقالت إني لأراها بيعة ضلالة وقد أمرت أخي عبد الله بن أبي أمية أن يأتيه فيبايعه قال فأتيته فبايعته ويحتمل في هذا أيضًا أن يكون الصواب فأمرت بن أخي وإلى ذلك نحا بن عبد البر في التمهيد قال مصعب الزبيري كان عبد الله بن أبي أمية شديدًا على المسلمين وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا وكان شديد العداوة له ثم هداه الله إلى الإسلام وهاجر قبل الفتح فلقي النبي صلى الله عليه وسلم بطرف مكة هو وأبو سفيان بن الحارث وبنحو ذلك ذكر بن إسحاق قال فالتمسا الدخول عليه فمنعهما فكلمته أم سلمة فقالت يا رسول الله بن عمك تعني أبا سفيان وابن عمتك تعني عبد الله فقال لا حاجة لي فيهما أما بن عمي فهتك عرضي وأما بن عمتى فقال لي بمكة ما قال ثم أذن لهما فدخلا وأسلما وشهدا الفتح وحنينًا والطائف وقال الزبير بن بكار كان أبو أمية بن المغيرة يدعى زاد الركب وكان ابنه عبد الله شديد الخلاف على المسلمين ثم خرج مهاجرًا فلقي النبي صلى الله عليه وسلم بين السقيا والعرج هو وأبو سفيان بن الحارث فأعرض عنهما فقالت أم سلمة لا تجعل بن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك وقال علي لأبي سفيان ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف ففعل فقال لا تثريب عليكم اليوم وقبل منهما وأسلما وشهد عبد الله الفتح وحنينًا واستشهد بالطائف ثم وقع في كتاب بن الأثير وروى مسلم بإسناده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن أبي أمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد الحديث قال وروى مثله بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة وهو غلط قلت ليس ذلك في كتاب مسلم أصلا وكأنه قول أبي عمر قال مسلم روى عنه عروة فظن أن مراده بأنه ذكر ذلك في الصحيح وليس كذلك والحديث المذكور عند البغوي من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن عبد الله بن أبي أمية وعن أبيه عن عروة عن عمر بن أم سلمة. أخو الذي قبله ذكره الخطيب في المتفق وقال ذكره غير واحد من أهل العلم وأنه غير الذي قتل بالطائف ثم ساق الحديث من طريق سليمان بن داود الهاشمي عن أبي الزناد عن أبيه عن عروة أخبرني عبد الله بن أبي أمية فذكره ثم أسند الخطيب من طريق البغوي قال قال محمد بن عمر مات النبي ولعبد الله بن أبي أمية ثمان سنين قال الخطيب وأنكر بعض العلماء أن يكون لأم سلمة أخ آخر يسمى عبد الله ورجحه الخطيب مستندا إلى أن أهل العلم بالنسب لم يذكروه. بالحلف ذكر الواقدي أنه استشهد بحنين ولم يذكره بن إسحاق. أبو فاطمة الأزدي ويقال له الأسدي بسكون المهملة أيضًا ذكره البغوي والباوردي وأخرجا من طريق إياس بن أبي فاطمة عن أبيه عن جده ولم يقع مسمى عندهما وقال أبو عمر روى عنه زهرة بن معبد قلت وقد نبه بن فتحون على ما في ذلك. ويقال بن أنس الأسلمي له ذكر في ترجمة هزال من كتاب بن منده فقال أنه الذي مات ماعز من رجمه وجوز أبو موسى أنه الجهني وليس ببعيد. ذكره الواقدي فيمن استشهد باليمامة وروى محمد بن نصر المروزي في قيام الليل من طريق أبي النضر عن بسر بن عبيد الله عن عبد الله بن أنيس السلمي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت ليلة القدر فأنسيتها الحديث هكذا قال وفي الإسناد محمد بن الحسن المخزومي أحد الضعفاء وأظنه وهم في قوله السلمي وإنما هو الجهني والحديث معروف من طريقه أخرجه مسلم وغيره من رواية أبي النضر بسنده وذكر الواقدي أيضًا أن الذي قال في حق كعب بن مالك حبسه برداه والنظر في عطفيه هو عبد الله بن أنيس والذي في الصحيح فقال رجل من بني سلمة فوضح أنه هذا. يأتي في عبد الله بن عامر. أبو يحيى المدني حليف بني سلمة من الأنصار وقال بن الكلبي والواقدي هو من ولد البرك بن وبرة من قضاعة قال بن الكلبي واسم جده أسعد بن حرام بن حبيب بن مالك بن غنم بن كعب بن تيم وقد دخل ولد البرك في جهينة فقيل له الجهني والقضاعي والأنصاري والسلمي بفتحتين كذلك وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أولاده عطية وعمرو وضمرة وعبد الله وجابر بن عبد الله الأنصاري وآخرون وكان أحد من يكسر أصنام بني سلمة من الأنصار وذكر المزي في التهذيب عن بن يونس أنه أرخ وفاته سنة ثمانين وتعقب بأن الذي في تاريخ بن يونس أنه مات في هذه السنة أو غيره وهو مذكور بعد عبد الله بن أنيس بترجمتين فكأنه دخلت للمزي ترجمة في ترجمة والمعروف أنه مات بالشام سنة أربع وخمسين وروى البخاري في التاريخ ما يصرح بأنه مات بعد أبي قتادة فأخرج من طريق أم سلمة بنت معقل عن جدتها خالدة بنت عبد الله بن أنيس قال جاءت أم البنين بنت أبي قتادة بعد موت أبيها بنحو نصف شهر إلى عبد الله بن أنيس وهو مريض فقالت يا عم أقرىء أبي مني السلام قال بن إسحاق شهد العقبة وما بعدها وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن نبيح العنزي وحده فقتله أخرجه أبو داود وغيره وقال بن يونس صلى إلى القبلتين ودخل مصر وخرج إلى إفريقية قلت وحديث جابر عند أحمد وغيره من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن جابر قال بلغني حديث في القصاص وصاحبه بمصر فرحلت إليه مسيرة شهر فذكره وقال البخاري في كتاب العلم من الصحيح ورحل جابر إلى عبد الله بن أنيس مسيرة شهر وقال في كتاب التوحيد ويذكر عن عبد الله بن أنيس الأنصاري فذكر طرفا من الحديث وروى أبو داود والترمذي من طريق عيسى بن عبد الله بن أنيس الأنصاري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا يوم أحد بإداوة فقال اخنث فم الإداوة ثم اشرب الحديث ففرق علي بن المديني وخليفة وغير واحد بينه وبين الجهني وجزم البغوي وابن السكن وغيرهما بأنهما واحد وهو الراجح بأنه جهني حليف بني سلمة من الأنصار وروى عبد الرزاق من طريق عيسى بن عبد الله بن أنيس الزهري عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى قربة معلقة فخنثها فشرب منها فأفرده أبو بكر بن علي فيما حكاه أبو موسى عن الجهني ووحد غيره بينهما وقال إنه الزهري من بطن من جهينة يقال لهم بنو زهرة وبذلك جزم أبو الفضل بن طاهر وقد أخرج الطبراني الحديث المذكور في ترجمة الجهني والله أعلم. أو الزهري تقدم في الذي قبله قال البغوي يقال عبد الله بن أنيس اثنان. بن جشم بن حارثة الأنصاري الأوسي قال الطبري شهد أحدًا وقد تقدم ذكره في ترجمة أبيه أوس. ذكره الباوردي وأخرج من طريق معتمر بن سليمان عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن أبيه وكان في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث في نزولهم المدينة ورواه أبو خالد الأحمر عن عبد الله فقال عن عثمان عن أبيه عن جده وأخرجه من طريقه أبو داود وابن ماجة ومال بن فتحون إلى جواز أن يكون عبد الله أيضًا كان في الوفد والله أعلم. وقيل عبد الله بن حق ويقال أحق بزيادة ألف بن أوس بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرًا ويقال بل اسمه عبد ربه بن حق وسيأتي في ترجمة عبد الله بن حق فالله أعلم. واسمه علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم الأسلمي أبو معاوية وقيل أبو إبراهيم وبه جزم البخاري وقيل أبو محمد له ولأبيه صحبة وشهد عبد الله الحديبية وروى أحاديث شهيرة ثم نزل الكوفة سنة ست أو سبع وثمانين وجزم أبو نعيم فيما رواه البخاري عنه سنة سبع وكان آخر من مات بها من الصحابة ويقال مات سنة ثمانين وروى أحمد عن يزيد عن إسماعيل رأيت علي ساعد عبد الله بن أبي أوفى ضربة فقال ضربتها يوم حنين فقلت أشهدت حنينًا قال نعم وقيل غير ذلك وروى عنه أيضًا أبو إسحاق الشيباني والحكم بن عيينة وسلمة بن كهيل وإبراهيم بن السكسكي وعمرو بن مرة وشعثاء الكوفية ورواه الأعمش وفي الصحيح عن شعبة عن عمرو بن مرة سمعت بن أبي أوفى وكان من أصحاب الشجرة وفي الصحيح عنه قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم ست غزوات نأكل الجراد وفي رواية سبع غزوات قال سفيان وعطاء هو بن السائب رأيت عبد الله بن أبي أوفى بعد ما ذهب بصره. يأتي في بن مالك. بالخاء المعجمة المكسورة والشين المعجمة أيضًا بن أسعد بن وديعة بن عدي بن غنم بن الربعة الجهني والد بعجة قال البخاري وأبو حاتم وابن حبان له صحبة وروى بن السكن والطبراني من طريق يحيى بن أبي كثير عن بعجة بن عبد الله أن أباه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم هذا يوم عاشوراء فصوموه وهذا إسناده صحيح ذكره الدارقطني في الإلزامات وروى له أبو نعيم حديثًا آخر من رواية معاذ بن عبد الله الجهني عن عبد الله بن بدر الجهني في السرقة وأورده البغوي لكنه جعله بترجمة مفردة عن والد بعجة فالله أعلم قال بن سعد كان اسمه عبد العزى فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وروى بن شاهين من طريق بن الكلبي عن أبي عبد الرحمن المدني عن علي بن عبد الله بن بعجة الجهني قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وفد إليه عبد العزى بن بدر بن زيد بن معاوية ومعه أخوه لأمه يقال له أبو سروعة وهو بن عمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اسمك قال عبد العزى قال أنت عبد الله ثم قال له ممن أنت قال من بني غيان قال بل أنتم بنو رشدان وكان اسم واديهم غويا فسماه راشدا وقال لأبي سروعة رعت العدو إن شاء الله تعالى وأعطى اللواءين يوم الفتح لعبد الله بن بدر وكان شهد معه أحدًا وخط له النبي صلى الله عليه وسلم وهو أول من خط مسجدًا بالمدينة وذكر بن سعد أنه مات في خلافة معاوية وقال بن حبان كان حامل لواء جهينة يوم الفتح ونزل القبلية من جبال جهينة. غاير البغوي والطبراني بينه وبين الذي قبله وقال بن السكن أنه هو وروى بن أبي شبيبة ومطين والطبراني من طريق شعبة عن أبي الجويرية سمعت عبد الله بن بدر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نذر في معصية الله فهذا آخر. تقدم ذكر أبيه ونسبه قال الطبري وغيره أسلم يوم الفتح مع أبيه وشهد حنينًا والطائف وتبوك وقال بن الكلبي كان هو وأخوه عبد الرحمن رسولي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ثم شهدا صفين مع علي وقتلا بها وكان عبد الله على الرحال وروى بن إسحاق في كتاب الفردوس من طريق حصين عن يسار بن عوف قال لما قدم عبيد الله بن عمر الكوفة أتيته أنا وعبد الله بن بديل فقال له عبد الله بن بديل اتق الله يا عبيد الله لا تهرق دمك في هذه الفتنة قال وأنت فاتق الله قال إنما أطلب بدم أخي قتل ظلما فقال وأنا أطلب بدم الخليفة المظلوم قال فلقد رأيتهما قتيلين بصفين ما بينهما إلا عرض الصف وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم بسنده إلى زيد بن وهب إن عبد الله بن بديل قام بصفين فقال إن معاوية نازع الأمر أهله وصال عليكم بالأحزاب والأعراب وأنتم والله على الحق فقاتلوا ومن طريق الشعبي قال: كان على عبد الله بن بديل بصفين درعان ومعه سيفان فكان يضرب أهل الشام وهو يقول: لم يبق إلا الصبر والتوكل ** ثم التمشي في الرعيل الأول مشي الجمال في حياض المنهل ** والله يقضي ما يشاء ويفعل وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ثارت الفتنة ودهاة الناس خمسة فمن قريش معاوية وعمرو ومن ثقيف المغيرة ومن الأنصار قيس بن سعد ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء وهكذا أخرجه البخاري في التاريخ في ترجمة المغيرة بن شعبة فقال حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشيم بن يوسف عن معمر بهذا وأغرب أبو نعيم فقال إنه كان في زمن عمر صبيا صغير السن وإنه قتل وهو بن أربع وعشرين سنة وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال قتل يوم صفين في أصحاب علي وقيل قتل يوم الجمل ووصف الزهري له بأنه من المهاجرين يرد جميع ذلك قلت وفي الرواة عبد الله بن بديل الخزاعي متأخر يروي عن الزهري وعمرو بن دينار وهو حفيد هذا أو بن أخته وروى عنه أبو عامر العقدي وأبو داود الطيالسي وزيد بن الحباب وغيرهم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين ذكره بن منده مختصرًا. كان اسمه الطيب فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ذكره أبو علي الغساني مستدركًا على أبي عمر بإرساله لابن إسحاق. أبو هند الداري مشهور بكنيته يأتي في الكنى ولعله الذي قبله. مصغر ويقال آخره دال بن ربيعة روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي ذكره بن منده عن بن يونس وتعقبه أبو نعيم بأنه ليس فيما ذكره بن يونس ما يدل على صحبة ولا رؤية. بضم الموحدة وسكون المهملة المازني أبو بسر الحمصي وقال البخاري أبو صفوان السلمي المازني من مازن بن منصور أخو بني سليم وقيل من مازن الأنصار وهو قول بن حبان وهو مقتضى صنيع بن منده فإنه قال فيه السلمي المازني وعاب ذلك بن الأثير ولم يفهم مراده بل استبعد اجتماع النسبة لشخص إلى بني سليم وإلى بني مازن ولعل بن منده إنما ذكره بفتح السين نسبة إلى بني سلمة من الأنصار لكن يرد أيضًا أن بني مازن الأنصار ليسوا من بني سلمة له ولأبويه وأخويه عطية والصماء صحبة وروى هو عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبيه وأخيه وقيل عن عمته روى عنه أبو الزاهرية وخالد بن معدان وصفوان بن عمرو وحريز بن عثمان والحسن بن أيوب والحكم بن الوليد وآخرون مات بالشام وقيل بحمص منها سنة ثمان وثمانين وهو بن أربع وتسعين وهو آخر من مات بالشام من الصحابة وقال أبو القاسم بن سعد مات سنة ست وتسعين وهو بن مائة سنة وكذا ذكره أبو نعيم وساق في ترجمته ما رواه البخاري في التاريخ الصغير أيضًا عن عبد الله بن بسر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يعيش هذا الغلام قرنا فعاش مائة سنة وقال البخاري في التاريخ قال علي بن عبد الله سمعت سفيان قلت للأحوص أكان أبو أمامة آخر من مات عندكم من الصحابة قال: كان بعده عبد الله بن بسر وروى البخاري في الصحيح من طريق حريز بن عثمان سألت عبد الله بن بسر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان في عنفقته شعرات بيض وفي سنن أبي داود وابن ماجة من طريق سليم بن عامر عن عبد الله بن بسر قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا له زبدا وتمرا وكان يحب الزبد والتمر وفي النسائي من طريق صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بسر قال قال أبي لأمي لو صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا الحديث ورواه مسلم والثلاثة من طريق يزيد بن خمير الرحبي عنه قال نزل النبي صلى الله عليه وسلم على أبي فقربنا إليه طعامًا وله عندهم غير ذلك وإنما اقتصر من حديث الرجل على ما يتعلق بترجمته في إثبات صحبته أو فضيلة له أو نحو ذلك. بالنون قال أبو زرعة الدمشقي له صحبة خلطه الطبراني بالمازني فوهم وبنو مازن غير بني نصر قلت لا سيما إن كان من مازن الأنصار وروى بن أبي عاصم وأبو زرعة والطبراني وتمام في فوائده من طريق الأوزاعي قال مررت بعبد الواحد بن عبد الله بن بسر وأنا غاز وهو أمير على حمص فقال لي يا أبا عمرو ألا أحدثك بحديث يسرك قلت بلى قال حدثني أبي قال بينما نحن بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل فسألناه فقال إن الله أعطاني الشفاعة قلنا في قومك خاصة قال لا بل في أمتي المذنبين المثقلين وقد فرق بن حوصا بين المازني وقال إن والنصري دمشقي والمازني حمصي وقد فرق بينهما الدارقطني والصوري والخطيب وابن عبد البر وابن عساكر والله أعلم. بكسر أوله وبالمعجمة الحمصي ذكره البغوي في معجم الصحابة وأورد له من طريق يحيى بن حمزة عن أبي عبيدة الحمصي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على بعث فعممه بعمامة سوداء ثم أرسلها من ورائه أو قال على كتفه وقال عليكم بالقنا والقسي العربية فبها ينصر الله دينكم ويفتح لكم البلاد وقال البغوي لاأحسب له صحبة وأخرج من طريق علي بن هاشم عن أشعث بن سعيد عن عبد الله بن بشر عن أبي راشد الحبراني عن علي قال عممني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم بعمامة سوداء طرفها على منكبي فذكر نحو هذا الحديث قال البغوي أشعث هو أبو الربيع السمان ضعيف له رواية باطلة قلت لولا ذلك لكانت روايته هذه أشبه من الأولى ولكن ذكرته للاحتمال. ويقال عبد الله بن ربيعة بن مسروح وهذه رواية أبي علي بن السكن وقال الأغفل بالمعجمة والفاء بدل مسروح قاله بن أبي حاتم قال بن السكن له صحبة وقال أبو يعلى في مسنده حدثتنا أم الهيثم بنت عبد الرحمن بن فضالة السعدية وزعمت أن جدتها حليمة مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم قالت حدثني أبي فضاله حدثني أبي عبد الله بن أبي بكر بن ربيعة وكان قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن عامر بن الطفيل انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: له النبي صلى الله عليه وسلم يا عامر بن الطفيل أسلم تسلم الحديث وكذا أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن أم الهيثم ورواه بن منده من وجه آخر عنها وسماها غيثة وكذا أخرجه بن السكن من طريق صالح جزرة عنها وسماها وسمي جدها عبد الله بن ربيعة بن مسروح وأخرجه الطبراني وغيره من وجه آخر عن أم الهيثم لكن قال في نسبها فضالة بن معاوية بن ربيعة الجشمي ويمكن الجمع بين هذا الاختلاف بأن عبد الله سقط من رواية الطبراني كما سقط أبو بكر من رواية بن السكن وغيره ويكون أبو بكر اسمه معاوية وقد أورد بن فتحون هذا الحديث مستدركًا به على أبي عمر في ترجمة معاوية معتمدا على هذه الرواية ولا معنى لاستدراكه لاتحاد المخرج والله أعلم. وهو عبد الله بن عبد الله بن عثمان وهو شقيق أسماء بنت أبي بكر ذكره بن حبان في الصحابة وقال مات قبل أبيه وثبت ذكره في البخاري في قصة الهجرة عن عائشة قالت وكان عبد الله بن أبي بكر يأتيهما بأخبار قريش وهو غلام شاب فطن فكان يبيت عندهما ويخرج من السحر فيصبح مع قريش وذكر الطبري في تاريخه أن عبد الله بن أريقط الدئلي الذي كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع بعد أن وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أخبر عبد الله بن أبي بكر الصديق بوصول أبيه إلى المدينة فخرج عبد الله بعيال أبي بكر وصحبتهم طلحة بن عبيد الله حتى قدموا المدينة وقال أبو عمر لم أسمع له بمشهد إلا في الفتح وحنين والطائف فإن أصحاب المغازي ذكروا أنه رمى بسهم فجرح ثم اندمل ثم انتقض فمات في خلافة أبيه في شوال سنة إحدى عشرة وروى الحاكم بسند له عن القاسم بن محمد أن أبا بكر قال لعائشة اتخافون أن تكونوا دفنتم عبد الله بن أبي بكر وهو حي فاسترجعت فقال أستعيذ بالله ثم قدم وفد ثقيف فسألهم أبو بكر هل فيكم من يعرف هذا السهم فقال سعيد بن عبيد أنا بريته ورشته وأنا رميت به فقال الحمد لله أكرم الله عبد الله بيدك ولم يهنك بيده قال ومات بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة وفيهم الهيثم بن عدي وهو واه قالوا لما مات نزل حفرته عمر وطلحة وعبد الرحمن بن أبي بكر وكان يعد من شهداء الطائف قال المرزباني في معجم الشعراء أصابه حجر في حصار الطائف فمات شهيدًا وكان قد تزوج عاتكة وكان بها معجبا فشغلته عن أموره فقال له أبوه طلقها فطلقها ثم ندم فقال: أعاتك لا أنساك ما ذر شارق ** وما لاح نجم في السماء محلق لها خلق جزل ورأى ومنصب ** وخلق سوى في الحياة ومصدق ولم أر مثلي طلق اليوم مثلها ** ولا مثلها في غير شيء تطلق وله فيها غير هذا فرق له أبو بكر فأمره بمراجعتها فراجعها ومات وهي عنده ولها مرثية روى البخاري في تاريخه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري أن عبد الله بن أبي بكر كان تزوج عاتكة بنت زيد بن عمرو أخت سعيد بن زيد وأنه قال لها عند موته لك حائطي ولا تزوجني بعدي قال فأجابته إلى ذلك فلما انقضت عدتها خطبها عمر فذكر القصة في تزويجه ورواه غيره فذكر معاتبة على لها على ذلك وقال بن إسحاق في المغازي حدثني هشام عن أبيه عن عائشة قالت كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بردى حبرة حتى مسا جلده ثم نزعهما فأمسكهما عبد الله ليكفن فيهما ثم قال وما كنت لأمسك شيئًا منع الله رسوله منه فتصدق بهما ورواه البخاري من وجه آخر عن عروة وأخرجه الحاكم في المستدرك وهو عند أحمد في مسند عائشة رضى الله تعالى عنها ضمن حديث من طريق حماد بن سلمة عن هشام ورواه أبو ضمرة عن هشام فقال عبد الرحمن قال البغوي والصحيح عبد الله قلت ووجدت له حديثًا مسندا أخرجه البغوي وفي إسناده من لا يعرف قال هشام فقال عبد الرحمن قال البغوي لا أعرف عبد الله أسند غيره وفي إسناده ضعف وإرسال قلت وأخرجه مع ذلك الحاكم قال الدارقطني وأما عبد الله بن أبي بكر فأسند عنه حديث في إسناده نظر تفرد به عثمان بن الهيثم المؤذن عن رجال ضعفاء قلت قد أوردته في كتاب الخصال المكفرة وجمعت طرقه مستوعبا ولله الحمد. أبو الهيثم سمى في مصنف عبد الرزاق في الزكاة وستأتي ترجمته في الكنى إن شاء الله تعالى. ذكر أبو عبيد أنه استشهد باليمامة. أخو ذي الشهادتين شهد الخندق وله عقب بالمدينة قال العدوي وذكره الطبري في ترجمة أخيه خزيمة. بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ويقال إنه ظفري أبو الربيع مات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم تقدم ذلك في ترجمة جابر بن عتيك وقال الواقدي وابن الكلبي هو عبد الله بن عبد الله بن ثابت وله لأبيه صحبة وقال بن الكلبي دفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه وعاش الأب إلى خلافة عمر وكانا جميعًا قد شهدا أحدًا وكذا قال الطبري وابن السكن وآخرون وقال بعضهم إنه أخو خزيمة بن ثابت. قال بن حبان له صحبة وقال البخاري لا يصح حديثه وروى أحمد من طريق جابر الجعفي عن الشعبي عن عبد الله بن ثابت الأنصاري قال جاء عمر بن الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني مررت بأخ لي من بني قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وقيل فيه عن جابر عن الشعبي والأول أرجح قال البخاري قال مجالد عن الشعبي عن جابر إن عمر أتى بكتاب ولا يصح وجعل البغوي هذا الحديث لعبد الله بن ثابت بن قيس الماضي وهو خطأ وقد وجدت له حديثًا آخر يأتي في ترجمة عبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري إن شاء الله تعالى. خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال هو الذي قبله وغاير بينهما بن أبي حاتم وابن مندة ويقال أبو أسيد الذي روى عنه حديث كلوا الزيت وادهنوا به ولفظ بن أبي حاتم وأبو أسيد يعني بالضم ومنهم من يقوله بالشك أبو أسيد أو أبو أسيد خادم النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه حديث كلوا الزيت وادهنوا به وأورد بن صاعد من طريق جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن عبد الله بن ثابت الأنصاري أنه دعا بنيه فقال ادهنوا رءوسكم بها الزيت فامتنعوا فأخذ عصا وضربهم وقال أترغبون عن دهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وادعى أبو نعيم وأبو عمر أنه الذي قبله ورجحه بن الأثير. تقدم نسبه في ترجمة أخيه بحاث بن ثعلبة ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرًا وقال بن حبان بدري له صحبة. بمهملتين مصغرًا العدوي تقدم له ذكر في ترجمة أبيه وقال البغوي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه له صحبة وذكره بن حبان في الصحابة وقال بن السكن يقال له صحبة وقال غيره مسح النبي صلى الله عليه وسلم وجهه ورأسه عام الفتح ودعا له وهكذا أخرجه البخاري ويقال إنه ولد قبل الهجرة ويقال بعدها وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال البخاري وهو مرسل وقال بن السكن وحديثه في صدقة الفطر يعني الذي أخرجه الدارقطني مختلف فيه والصواب إنه مرسل ولم يصرح في شيء من الروايات بسماعه قلت وذكر البخاري في الاختلاف فيه هل رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أبيه عنه وقال أبو حاتم رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير وأخرج البخاري بسند صحيح عن بن شهاب أنه كان خاله يتعلم منه الأنساب قال فسألته عن شيء من الفقه فدلني على سعيد بن المسيب وروى أيضًا عن أبيه وعن عمر وعلي وسعد وغيرهم روى عنه الزهري وأخوه عبد الله بن مسلم وسعد بن إبراهيم وغيرهم مات سنة سبع أو تسع وثمانين وله ثلاث وثمانون وقيل تسعون وقيل غير ذلك ذكرته هنا للاختلاف في نسبه. أبو أمامة الحارثي مشهور بكنيته يأتي حكى البغوي عن أحمد أن اسمه عبد الله والمشهور أن أسمه إياس. يقال له صحبة قرأته بخط مغلطاي في حاشية أسد الغابة وسيأتي ذكر أخيه معاوية بن ثور وذكر المرزباني في معجم الشعراء عبد الله هذا وقال إنه شاعر معروف وأنشد له شعرًا رثى به هشام بن المغيرة والد أبي جهل قلت وكلام المرزباني في معجمه تقتضي أنه جاهلي وقد أنشد له الزبير بن بكار مرثية في هشام بن المغيرة والد أبي جهل وكان من رؤساء قريش في الجاهلية يقول فيها: إذا ما كان عام ذو عرام ** حسبت قدوره خيلا صياما فمن للركب إذ فزعوا طروقا ** وخلفت البيوت فلا هشاما فإن ثبت ما قاله مغلطاي فكأنه عمر طويلًا وسيأتي في ترجمة أخيه معاوية أنه عمر أيضا. أحد بني الغوث ذكره سيف في الفتوح في غير مكان وقال إنه كان أميرًا في الردة وإن أبا بكر كتب إليه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع إليه من أطاعه من العرب ومن استجاب له من أهل تهامة حتى يأتيه أمره وذكر أيضًا أنه توجه مع المهاجر بن أبي أمية إلى جرش أميرًا عليها وقد ذكرنا غير مرة أنهم كانوا لا يؤمرون في ذلك الزمان إلا الصحابة. ذكره البخاري في الصحابة وقال بن حبان له صحبة وروى أحمد من طريق بن عقيل عن عبد الله بن جابر قال انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء فقلت السلام عليك يا رسول الله الحديث في فضل الفاتحة وروى الطبراني وابن أبي عاصم من طريق عبد الله بن أبي سفيان المدني عن جده قال رأيت عبد الله بن جابر البياضي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا إحدى ذراعيه على الأخرى في الصلاة ورواه بن السكن من هذا الوجه فقال عن جده يعني عقبة بن أبي عائشة فذكره وزاد فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعله وكذا سمي الطبرانيجده عبد الله بن أبي سفيان قال بن السكن لا يروي عن عبد الله بن جابر غيره كذا قال. أحد وفد عبد القيس ذكره البخاري في الصحابة وقال كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وقال البغوي سكن البصرة قلت وتقدم حديثه في ترجمة والده جابر وعاش عبد الله إلى أن شهد الجمل وتقدمت روايته عن الحسن أيضًا في ترجمة جابر أيضًا وأعاده بن منده فيمن اسمه عبد الرحمن فأخرج حديثه من طريق أبي حاتم الرازي عن علي بن المديني عن الحارث بن مرة عن قيس العبدي عن عبد الرحمن بن جابر العبدي فذكر الحديث والقصة وكان ذكره في العبادلة من رواية أبي مسعود الرازي عن علي بن المديني بهذا الإسناد فقال عن عبد الله بن جابر وهذا هو المحفوظ وكذا أخرجه من طريق شريح بن يونس ومحمد بن يحيى بن أبي سمية بن الحارث وكذا أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده عن الحارث وقد أشار إلى وهم بن منده فيه أبو نعيم وقال حدث به في الموضعين علي بن المديني والصواب عبد الله انتهى والظاهر أن الأمر كما قال لكن يحتمل أن تكون القصة وقعت للأخوين إن كان محفوظا لأن الروايتين له عن علي بن المديني من كبار الحفاظ. أخو خوات بن جبير تقدم ذكر نسبه في أخيه قال البخاري حديثه في أهل المدينة شهد العقبة وبدرًا واستشهد بأحد وكان أمير الرماة يومئذ ثبت ذكره في حديث البراء بن عازب في الصحيح وفيه أن المشركين لما انهزموا ذهبت الرماة ليأخذوا من الغنيمة فنهاهم عبد الله بن جبير فمضوا وتركوه. براء وتحتانية وآخره موحدة بن يعمر الأسدي حليف بني عبد شمس أحد السابقين قال بن حبان له صحبة وقال بن إسحاق هاجر إلى الحبشة وشهد بدرًا وروى البغوي من طريق إبراهيم بن سعد عن مسلم بن محمد الأنصاري عن رجل من قومه قال آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت ومن طريق زياد بن علاقة عن سعد بن أبي وقاص قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وقال لأبعثن عليكم رجلًا أصبركم على الجوع والعطش فبعث علينا عبد الله بن جحش فكان أول أمير في الإسلام وروى السراج من طريق زر بن حبيش قال أول راية عقدت في الإسلام لعبد الله بن جحش وقال بن إسحاق حدثني يزيد بن رومان عن عروة قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش إلى نخلة فذكر القصة بطولها وروى الطبراني من طريق أبي السوار عن جندب بن عبد الله البجلي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش على سرية فذكر الحديث بطوله وقال بن أبي حاتم له صحبة دعا الله يوم أحد أن يرزقه الشهادة فقتل بها وروى عنه سعد بن أبي وقاص وسعيد بن المسيب انتهى وروى البغوي من طريق إسحاق بن سعد بن أبي وقاص حدثني أبي أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد الا تأتي فندعو قال فخلونا في ناحية فدعا سعد فقال يا رب إذا لقينا القوم غدا فلقني رجلًا شديدًا حرده أقاتله فيك ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه قال فأمن عبد الله بن جحش ثم قال عبد الله اللهم ارزقني رجلًا شديدًا حرده أقاتله فيك حتى يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك قلت هذا فيك وفي رسولك فتقول صدقت قال سعد فكانت دعوة عبد الله خيرًا من دعوتي فلقد رايته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلق في خيط وأخرجه بن شاهين من وجه آخر عن سعيد بن المسيب أن رجلًا سمع عبد الله بن جحش فذكر نحوه وهذا أخرجه بن المبارك في الجهاد مرسلًا وقال الزبير كان يقال له المجدع في الله وكان سيفه انقطع يوم أحد فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عرجونا فصار في يده سيفا فكان يسمى العرجون قال وقد بقي هذا السيف حتى بيع من بغاء التركي بمائتي دينار وروى زكريا الساجي من حديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال استشار النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعبد الله بن جحش في أسارى بدر فذكر القصة وأخرجه أحمد وكان قاتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق ودفن هو وحمزة في قبر واحد وكان له يوم قتل نيف وأربعون سنة. جاء ذكره في حديث ضعيف ووصف بكونه أعمى وليس الذي قبله أعمى فذكر الكلبي في تفسيره عن أبي صالح عن بن عباس أنه نزل فيه وفي بن أم مكتوم لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والذي في الصحيح أنها نزلت في بن أم مكتوم وقد نقله الثعلبي عن بن الكلبي فقال لما ذكر الله فضيلة المجاهدين جاء عبد الله بن أم مكتوم وعبد الله بن جحش وليس بالأسدي وكان أعميين فقالا حالانا على ما ترى فهل من رخصة فنزلت. ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرًا وذكره بن حبان في الصحابة. ويقال الكناني ويقال العبدي ذكره البخاري في الصحابة وروى له الترمذي وأحمد من طريق عبد الله بن شقيق عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم صححه الترمذي وقال لا يعرف إلا هو كذا قال وقد اختلف في عبد الله بن شقيق في حديث متى كنت نبيًا هل هو عند عبد الله بن أبي الجدعاء أو ميسرة الفجر وقيل إنه هو وزعم بعضهم أيضًا أن عبد الله بن أبي الجدعاء هو عبد الله بن أبي الحمساء والصحيح أنه غيره. وقع ذكره في الطبراني في الأوسط من طريق بن أبي أمية بن يعلى أحد الضعفاء عن نافع عن بن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جدعان إذا اشتريت نعلا فاستجدها وإذا اشتريت ثوبًا فاستجده وإذا اشتريت دابة فاستفرهها وإذا كان عندك كريمة قوم فأكرمها قال لم يروه عن نافع إلا أبو أمية تفرد به حاتم بن إسماعيل فأما عبد الله بن جدعان التيمي جد علي بن زيد بن جدعان فقرشي مشهور واسم جده عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة يجتمع مع أبي بكر الصديق في عمرو بن كعب ومات قبل الإسلام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم شهدت مأدبة في دار بن جدعان وقد مدحه أمية بن أبي الصلت بأبيات مشهورة ورثاه لما مات وأورد أبو الفرج الأصبهاني له ترجمة طويلة وسألت عنه عائشة نبي الله صلى الله عليه وسلم وذكرت له ما كان فيه من الجود فقال إنه لم يقل رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين. بن عقيل العامري العقيلي نسبه بن ماكولا وأما يعلي بن الأشدق فقال حدثني عمي عبد الله بن جراد بن معاوية بن فرج بن خفاجة بن عمرو بن عقيل قال البخاري وابن حبان وابن ماكولا عبد الله بن جراد له صحبة وقال بن منده عداده في أهل الطائف وذكره يعقوب بن سفيان وغيرهما في الصحابة روى عنه يعلى بن الأشدق أحد الضعفاء وأبو قتادة الشامي راو وثقة بن حبان وفرق البخاري بينه وبين أبي قتادة الحراني أحد الضعفاء قال البخاري قال لي أحمد بن الحارث حدثنا أبو قتادة الشامي وليس بالحراني هذا آخر مات سنة 164 حدثني عبد الله بن جراد قال صحبني رجل من بني مزينة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه فقال يا رسول الله ولد لي مولود فما خير الأسماء قال خير أسمائكم الحارث وهمام ونعم الاسم عبد الله وعبد الرحمن الحديث في إسناده نظر وقال بن المديني في العلل حديث عبد الله بن جراد وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد جمع في بردة قد عقدها حديث شامي إسناده مجهول وذهل بن حبان فأرخ وفاة عبد الله بن جراد سنة 164 وطعن لأجل ذلك في صحبته وكأنه اشتبه عليه كلام البخاري والبخاري إنما قصد بيان وفاة أبي قتادة الراوي عن عبد الله بن جراد ليميز بينه وبين الحراني ولعبد الله بن جراد رواية عن أبيه هريرة ووهم من زعم كالبغوي أن يعلى بن الأشدق تفرد بالرواية عنه نعم صنيع البخاري يقتضي التفرقة بين عبد الله بن جراد هذا فذكره في الصحابة وبين عبد الله بن جراد الذي روى عنه يعلي بن الأشدق ذكره فيمن يعد في الصحابة وقال عبد الله بن جراد واه ذاهب الحديث ولم يثبت حديثه. قد ذكر في الذي قبله. ذكره البغوي في الصحابة وقال روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا وتقدم ذكر حديثه في ترجمة رزين بن أنس السلمي وهو عمه. بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أبو محمد وأبو جعفر وهي أشهر وحكى المرزباني أنه كان يكنى أبا هاشم أمه أسماء بنت عميس الخثعمية أخت ميمونة بنت الحارث لأمها ولد بأرض الحبشة لما هاجر أبواه إليها وهو أول من ولد بها من المسلمين وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه وعن أبويه وعمه علي وأبو بكر وعثمان وعمار بن ياسر روى عنه بنوه إسماعيل وإسحاق ومعاوية وأبو جعفر الباقر والقاسم بن محمد وعروة والشعبي وآخرون قال محمد بن عائذ حدثنا محمد بن شعيب حدثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن بن عباس خرج جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة ومعه امرأته أسماء بنت عميس فولدت له بأرض الحبشة عبد الله ومحمدًا وقال مصعب ولد للنجاشي ولد فسماه عبد الله فأرضعته أسماء حتى فطمته ولما توجه جعفر في السفينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم حمل امرأته أسماء وأولاده منها عبد الله ومحمدًا وعونا حتى قدموا المدينة وقال بن جريج أنبأنا جعفر بن خالد بن سارة أن أباه أخبره عن عبد الله بن جعفر قال مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسي وقال اللهم اخلف جعفرا في ولده وقال كنا نلعب فمر بنا على دابة فحملني أمامه أخرجه أحمد وغيره بسند قوي وسيأتي في ترجمة عبيد الله بن العباس ومن طريق محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا استعمل عليهم زيد بن حارثة فذكر الحديث بطوله في قصة مؤتة وقتل جعفر وفيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما عبد الله فيشبه خلقي وخلقي ثم أخذ بيدي فقال اللهم اخلف جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه قالها ثلاث مرات وفيه وأنا وليهم في الدنيا والآخرة وقال البغوي حدثنا القواريري حدثنا عبد الله بن داود عن فطر بن خليفة عن أبيه عن عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بعبد الله بن جعفر وهو يبيع مع الصبيان فقال اللهم بارك له في بيعه أو صفقته وروى مسلم من طريق الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم وراءه ذات يوم فأسر إلى حديثًا لا أحدث به أحدًا من الناس الحديث قال الزبير بن بكار عن عمه ولدت أسماء لجعفر بالحبشة عبد الله ومحمدًا وعونا وقال بن حبان كان يقال له قطب السخاء وكان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وقال يعقوب بن سفيان كان أحد أمراء علي يوم صفين انتهى وقد تزوج أمه أبو بكر الصديق فكان محمد أخاه لأمه ثم تزوجها علي فولدت له يحيى وأخباره في الكرم كثيرة شهيرة مات سنة ثمانين عام الجحاف وهو سيل كان ببطن مكة جحف الحاج وذهب بالإبل وعليها الحمولة وصلى عليه أبان بن عثمان وهو أمير المدينة حينئذ لعبد الملك بن مروان هذا هو المشهور وقال الواقدي مات سنة تسعين وكان له يوم مات تسعون سنة كذا رأيته في ذيل الذيل لأبي جعفر الطبري وقال المدائني مات عبد الله بن جعفر سنة أربع أو خمس وثمانين وهو بن ثمانين قلت وهو غلط أيضًا وقال خليفة مات سنة اثنتين وقيل سنة أربع وثمانين وقال بن البرقي ومصعب في سنة سبع وثمانين فهذا يمكن أن يصح معه قول الواقدي إنه مات وله تسعون سنة فيكون مولده قبل الهجرة بثلاث وقد أخرج البغوي من طريق هشام عن عروة عن أبيه أن عبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير بايعا النبي صلى الله عليه وسلم وهما ابنا سبع سنين والصحيح أن بن الزبير ولد عام الهجرة وأخرج بن أبي الدنيا والخرائطي بسند حسن إلى محمد بن سيرين أن دهقانا من أهل السواد كلم بن جعفر في أن يكلم عليا في حاجة فكلمه فيها فقضاها فبعث إليه الدهقان أربعين ألفًا فقالوا أرسل بها الدهقان فردها وقال إنا لا نبيع معروفا وأخرج الدارقطني في الأفراد من طريق هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال جلب رجل من التجار سكرا إلى المدينة فكسد عليه فبلغ عبد الله بن جعفر فأمر قهرمانه أن يشتريه وينهبه الناس وأخرج الطبري والبيهقي في الشعب من طريق بن إسحاق المالكي قال وجه يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن معاوية إلى عبد الله بن جعفر مالًا جليلا هدية ففرقه في أهل المدينة ولم يدخل منزله منه شيئًا وفي ذلك يقول عبيد الله بن قيس الرقيات: وما كنت إلا كالأغر بن جعفر ** رأى المال لا يبقي فأبقى له ذكرًا وقال أبو زرعة الدمشقي حدثنا محمد بن أبي أسامة عن ضمرة عن علي بن أبي حملة قال وفد عبد الله بن جعفر على يزيد بن معاوية فأمر له بألفي درهم وقال بن أبي الدنيا حدثني بن أخي الأصمعي حدثنا عمي حدثني خلف الأحمر قال قال الشماخ بن ضرار يمدح عبد الله بن جعفر: إنك يا بن جعفر نعم الفتى ** ونعم مأوى طارق إذا أتى ورب ضيف طرق الحي سرى ** صادف زادا وحديثًا ما اشتهى الذي وقع في الصحيحين في الزكاة قال عمر منع العباس بن عبد المطلب وخالد بن الوليد وابن جميل لم أقف على اسمه إلا في تعليق القاضي حسين وتبعه الروياني فسمياه عبد الله وقد تقدم في الحاء المهملة أن عبد العزيز بن بزيزة المغربي التميمي من شرح الأحكام لعبد الحق سماه حميدا وادعى القاضي حسين أنه كان منافقًا فقال وإنه الذي نزل فيه أبو جهيم قيل بن الحارث بن الصمة وقيل غيره وهو اختيار بن أبي حاتم وسيأتي في ترجمة أبي جهيم في الكنى إن شاء الله تعالى. بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي قال بن سعد أسلم عام الفتح مع أبيه وخرج إلى الشام غازيًا فاستشهد بأجنادين وكذا قال البغوي والزبير بن بكار وغيرهما واسم أبي الجهم عامر وقيل عبيد الله وعبد الله أخو عبيد الله بن عمر بن الخطاب لأمه أمهما أم كلثوم بنت جرول الخزاعية وكأنها كانت عند أبي الجهم قبل عمر وأنشد له المرزباني في معجم الشعراء أبياتًا قالها في حرب بني عدي: رددنا بني العجماء عنا وبغيهم ** وأحمر عاد في الغواة الأشائم بحول من الله العزيز وقوة ** ونصر على ذي البغي جاني المآثم أبينا فلم نعط العدو ظلامة ** ونحمي حمانا بالسيوف الصوارم قال ولأخيه صخر بن أبي الجهم جواب عن هذه الأبيات قلت وهذا يدل على أن عبد الله بن أبي الجهم عاش بعد أجنادين دهرًا فيحتمل أن يكون له أخ باسمه. تقدم ذكره في ترجمة الحباب الفزاري. قيل هو اسم أبي رفاعة. الأصغر بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي أدرك الإسلام وهو شيخ كبير ثم عاش بعد ذلك إلى خلافة معاوية فروى الكوكبي من طريق عنبسة بن عمرو قال وفد عبد الله بن الحارث على معاوية فقال له معاوية ما بقي منك قال ذهب والله خيري وشري فذكر قصة وقال هشام بن الكلبي ورث عبد الله بن الحارث دار عبد شمس بمكة لأنه كان أقعدهم نسبا فلما حج معاوية دخل الدار ينظر إليها فخرج إليه عبد الله بمحجن ليضربه وهو يقول أما تكفيك الخلافة فخرج معاوية وهو يضحك وهو جد الثريا بنت علي بن عبد الله بن الحارث التي كان عمر بن أبي ربيعة ينظم فيها الشعر المشهور وقيل هي الثريا بنت عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحارث المذكور وأنها أخت أبي جراب محمد بن عبد الله العبشمي الذي قتله داود بن علي حكاه الشريف المرتضي. بن معد يكرب بن عمرو بن عسم بمهملتين وقيل بالصاد بدل السين بن عمرو بن عويج بن عمرو بن زبيد الزبيدي حليف أبي وداعة السهمي وابن أخي محمية بن جزء الزبيدي قال البخاري له صحبة سكن مصر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث حفظها وسكن مصر فروى عنه المصريون ومن آخرهم يزيد بن أبي حبيب قال بن يونس مات سنة ست وثمانين بعد أن عمي وقيل سنة خمس وقيل سبع وقيل ثمان وكانت وفاته بسفط القدور قاله الطحاوي وحكى الطبري أنه كان اسمه العاصي فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وهو آخر من مات بمصر من الصحابة ووقع لابن منده فيه خبط فاحش فإنه حكى عن بن يونس أنه شهد بدرًا وأنه قتل باليمامة وهذا أظنه في حق عمه محمية بن جزء فالله أعلم. قال أبو عمر قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء بني المصطلق وغيب ذودا معه في الطريق فذكر نحو ما تقدم من تخريج بن إسحاق في ترجمة الحارث بن أبي ضرار وروى بن منده بسند ضعيف عن عبد الله بن الحارث قال كنت أنا وجويرية بنت الحارث يعني أخته في السبي فهذا يدل على أن القصة للحارث بن أبي ضرار والدهما فهو الذي أتى في طلب السبي وذكر بن أبي حاتم من طريق عبد العزيز بن عمران عن مطر بن موسى بن عبد الله بن الحارث أنه كان ممن أصابه السبي يوم بني المصطلق قال وعبد العزيز يضعف في الحديث. أبو رفاعة العدوي مشهور بكنيته يأتي في الكنى سماه ونسبه مصعب الزبيري. أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة تقدم في ترجمة والده. بن عم النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد شمس فغيره النبي صلى الله عليه وسلم قاله مصعب الزبيري قال ومات عبد الله بالصفراء فدفنه النبي صلى الله عليه وسلم وكفنه في قميصه وذكره الطبراني في الصحابة وساق من طريق عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد شمس بن الحارث خرج من مكة قبل الفتح مهاجرًا فقدم المدينة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وخرج معه في غزاة فمات بالصفراء وهكذا ذكره بن سعد والبغوي عنه وقال الدارقطني في كتاب الإخوة لا عقب له ولا رواية وكذا قال قبله شيخه البغوي. ويقال عويمر الأنصاري قال أبو عمر روى محمد بن نافع بن عجير عنه وروى بن منده من طريق بن إسحاق عن محمد بن نافع بن عجير سمعت عبد الله بن الحارث بن عمير يقول لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمتي سهيمة بنت عمرو قضاء ما قضى به في امرأة من المسلمين قبلها قلت نسبوه أنصاريا ولم يذكروا أباه في الصحابة ويحتمل أن يكون أبوه هو الحارث بن عمير الأسدي ثم وجدت الخطيب ذكره فقال عبد الله بن الحارث بن عويمر المزني ذكره بعض أهل العلم في الصحابة وساق الحديث من طريق بن إسحاق حدثني محمد بن نافع بن عجير وكان ثقة عن عبد الله بن الحارث بن عويمر المزني قال لقد كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهيمة بنت عمرو فذكره ولم يقل عمته ونسبه مزنيا فهذا أولي ووقع عندهم عن اسم جده عمير أو عويمر وفي سياق الحديث أن عمته سهيمة بنت عمرو فيكون اسم جده عمرا إلا أن تكون سهيمة أخت أبيه من أمه. ذكره الواقدي في الردة وقال بعثه خالد بن الوليد في قتال الردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم في سرية وقعة النطاح. بن سعيد بن سعد بن سهم القرشي السهمي ذكره بن إسحاق وغيره فيمن هاجر إلى الحبشة ولم يذكر بن الكلبي في نسبه سعيد المصغر وذكر له شعرًا يحرض المسلمين على الهجرة إلى الحبشة ويصف ما لقوا فيها من الأمن فمنه: يا راكبًا بلغا عني مغلغلة ** من كان يرجو لقاء الله والدين إنا وجدنا بلاد الله واسعة ** تنجي من الذل والمخزاة والهون فلا تقيموا على ذل الحياة ولا ** خزي الممات وعتب غير مأمون إنا تبعنا رسول الله واطرحوا ** قول النبي وغالوا في الموازين وذكر بن إسحاق والزبير بن بكار أنه استشهد بالطائف وقال بن سعد والمرزباني قتل باليمامة وكذا قال موسى بن عقبة لكنه كناه أبا قيس ولم يسمه وقال المرزباني كان يلقب المبرق لقوله: إذا أنا لم أبرق فلا يسعنني ** من الأرض بر ذو فضاء ولا بحر فذكر الأبيات التي تقدمت في ترجمة ربيعة بن ليث في حرف الراء وفي كتاب البلاذري وذيل الطبراني أنه مات بالحبشة فالله أعلم وقد تقدم ذكر أبيه السائب بن الحارث. أبو ظبيان الأعرج الغامدي قال بن الكلبي كان اسمه عبد شمس فغيره النبي صلى الله عليه وسلم لما وفد عليه وكتب له كتابًا وهو صاحب راية قومه يوم القادسية وهو القائل: أنا أبو ظبيان غير المكذبه ** أنا أبو العفا وحق اللهبه أكرم من تعلمه من ثعلبة ** ذبيانها وبكرها في المكتبة * نحن صحاب الجيش يوم الأحسبه * قال بن الكلبي عني باللهبة مالك بن عوف بن قريع بن بكر بن ثعلبة وكان شريفًا قلت وسيأتي ذكر عائذ بن مالك هذا في القسم الثالث. ذكره الأموي في المغازي وأنه كان ممن كلم النبي صلى الله عليه وسلم في أن يرد عليهم عبيدهم الذين كانوا خرجوا يوم الطائف. ذكره هشام بن الكلبي وحكى في كتاب المثالب أن أبا بكر الصديق رجمه في الزنا وضم ولده فزوجهم. قال بن سعد شهد أحدًا وكذا قال البغوي والطبري وقال العدوي لا عقب له وسيأتي له ذكر بعد قليل. يأتي في عبد الله بن أبي مسروح. قيل هو اسم أبي مجيبة. ذكره الطحاوي وروى من طريق سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد عن زياد بن الحارث بن نعيم عن عبد الله بن الحارث الصدائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذن فهو يقيم هكذا رأيته في نسخ من هذا الكتاب والمشهور رواية المصريين عن عبد الرحمن بن زياد عن زياد بن الحارث الصدائي والله أعلم. يعرف بابن فسحم وهي امرأة من بني القين ذكر أبو عمر أخاه يزيد بن فسحم وذكر بن فتحون هذا وعزا ذلك لأبي عبيد أنه ذكرهما جميعا. ينظر في حرف الألف. تقدم نسبه مع أبيه قال أبو عمر كان أبوه من كبار الصحابة ولعبد الله صحبة وقال بن سعد أمه أم خالد بن يعيش أسلمت وبايعت ولأخواته أم هشام وعمرة وسودة صحبة وقال البغوي سكن المدينة وأخرج من طريق إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن جده مرفوعًا قال نعم البيت بنو الحارث بن هيشة وروى بن أبي خيثمة وابن مندة من هذا الوجه قال لما قدم صفوان بن أمية المدينة قال له النبي صلى الله عليه وسلم على من نزلت يا أبا وهب قال على العباس الحديث وأخرجه أبو نعيم وقال في الإسناد عن جده عبد الله بن حارثة وأخرجه البغوي ويعقوب بن سفيان من هذا الوجه فقال عبد الله بن حارثة ولم يصفه بأنه جده وقال بن أبي حاتم وروى عنه ابنه إبراهيم بن عبد الله بن حارثة. بضم المهملة وسكون الموحدة بعدها معجمة تحتانية مشددة الخثعمي أبو قبيلة له حديث عند أبي داود والنسائي وأحمد والدارمي بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحج مبرور لكن ذكر البخاري في التاريخ له علة وهي الاختلاف على عبيد بن عمير في سنده فقال علي الأزدي عنه هكذا وقال عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده واسم جده قتادة الليثي ولكن لفظ المتن قال السماحة والصبر فمن هنا يمكن أن يقال ليست العلة بقادحة وقد أخرجه هكذا موصولًا من وجهين في كل منهما مقال ثم أورده من طريق الزهري عن عبد الله بن عبيد عن أبيه مرسلًا وهذا أقوى. ذكره الباوردي وأخرج من طريق يزيد من رومان عن عمار بن عقبة عن عبد الله بن حبيب الأسلمي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة حتى إذا كنا ببطن رابغ استقبلنا ضبابة فأضللنا الطريق فذكر الحديث وفيه ذكر المعوذتين وأخرج البزاز هذا الحديث من هذا الوجه لكن قال عبد الله الأسلمي لم يسم أباه وقال بعده رواه غير يزيد بن رومان عن غير عبد الله قلت هو معروف من رواية معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني عن أبيه واسم الجهني خبيب بالمعجمة مصغر فالله أعلم. ذكره بن منده وأبو نعيم وأورد له من طريق صفوان بن سليم عن عبد الله بن كعب عن عبيد الله بن عمير عن عبد الله بن حبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ضن بالمال أن ينفقه وبالليل أن يكابده فعليه بسبحان الله وبحمده. قيل هو اسم أبي محجن الثقفي يأتي في الكنى. واسمه الأدرع بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي قال بن أبي داود شهد الحديبية وذكره البخاري وابن حبان وغيرهما في الصحابة وقال البغوي كان يسكن قباء وقال بن السكن إسناد حديثه صالح وروى أحمد وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم والبغوي والطبراني من طريق مجمع بن يعقوب حدثني محمد بن إسماعيل أن بعض أهله قال لجده من قبل أمه وهو عبد الله بن أبي حبيبة ما أدركت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا وأنا غلام حدث حتى جلست عن يمينه فدعا بشراب فشرب ثم أعطانيه فشربت منه الحديث ورواه البخاري من هذا الوجه فقال عن بعض كبراء أهله قال لعبد الله بن أبي حبيبة ماذا أدركت من النبي صلى الله عليه وسلم قال جاءنا وأنا غلام حديث السن فصلى في قبلته قال البغوي لا أعلم له مسندا غيره. واسمه سلامة وقيل عبيد بن عمير بن أبي سلامة بن سعد بن سنان بن الحارث بن عبس بن هوازن بن أسلم بن أفصى الأسلمي أبو محمد له ولأبيه صحبة وقال بن منده لا خلاف في صحبته وقال البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان له صحبة وقال بن سعد أول مشاهده الحديبية ثم خيبر وقال بن عساكر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر روى عنه يزيد بن عبد الله بن قسيط وأبو بكر محمد بن عمر بن حزم وابنه القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد شهد الجابية مع عمر وقال بن البرقي جاءت عنه أربعة أحاديث وفي الصحيح عن الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أنه تقاضى من بن أبي حدرد دينًا كان له عليه فارتفعت أصواتهما في المسجد فسمعهما النبي صلى الله عليه وسلم وسلم الحديث وفي رواية البخاري من طريق الأعرج عن عبد الله بن كعب سماه في هذا الحديث عبد الله ولكن وقع فيه عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي وسيأتي في ترجمة عامر بن الأضبط عن عبد الله بن أبي حدرد قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وروى بن إسحاق في المغازي عن يعقوب بن عيينة عن بن شهاب عن أبي حدرد أن ابنه عبد الله قال كنت في خيل خالد بن الوليد فذكر الحديث في قصة المرأة التي عشقها الرجل وضربت عنقه فماتت عليه وروى أحمد من طريق محمد بن أبي يحيى الأسلمي وسيأتي في ترجمة عامر بن الأضبط أنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم فاستعدى عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعطه حقه الحديث وفيه وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال ثلاثًا لا يراجع وروينا في فوائد بن قتيبة ومسند الحسن بن سفيان من طريق إسماعيل بن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد قال تزوج جدي عبد الله بن أبي حدرد امرأة على أربع أواق فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لو كنتم تنحتون من الجبل ما زدتم وأخرجه أحمد من طريق عبد الواحد بن أبي عون عن جدته عن بن أبي حدرد بمعناه وأثم منه وروى الإسماعيلي في مسند يحيى بن سعيد الأنصاري من طريقه عن محمد غير منسوب أنه حدثه أن أبا حدرد الأسلمي استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم في نكاح فسأله كم أصدقت كذا قال قال ومحمد هو بن إبراهيم التيمي وقيل بن يحيى بن حبان وقيل بن سيرين وحكى الطبري عن الواقدي أن هذا الحديث غلط وإنما هو لابن أبي حدرد وهو الذي استعان وعكس ذلك أبو أحمد الحاكم وروى البغوي من طريق عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن بن أبي حدرد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمعددوا واخشوشنوا وانتضلوا وامشوا حفاة وقال بن عساكر أورده البغوي في ترجمة عبد الله بن أبي حدرد ظانا أن بن حدرد عبد الله فوهم فإن القعقاع بن عبد الله ابنه وقد أورده البغوي في حرف القاف في ترجمة القعقاع فوهم أيضًا لأنه تابعي لا صحبة له وذكر بن عساكر في المغازي بأسانيد جمعها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي فمكث يومًا أو يومين وفي هذا وغيره مما أوردته ما يدفع قول أبي أحمد الحاكم إنه لا يصح ذكره في الصحابة قال والمعتمد ما روى عنه عن أبيه أو عن غير أبيه فأما ما روى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فغير محتمل وقد أخرج أحمد عن إبراهيم بن إسحاق عن حاتم بن إسماعيل عن عبد الله بن محمد بن أبي يحيى عن أبيه عن بن أبي حدرد الأسلمي أنه كان ليهودي عليه أربعة دراهم فاستعدى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ادفع إليه حقه فقال لا أجد فأعادها ثلاثًا وكان إذا قال ثلاثًا لم يراجع فخرج إلى السوق فنزع عمامته فاتزر بها ودفع إليه البرد الذي كان متزرا به فباعه بأربعة دراهم فدفعها إليه فمرت عجوز فسألته عن حاله فأخبرها فدفعت له بردا كان عليها قال المدائني والواقدي ويحيى بن سعيد وابن سعد مات سنة إحدى وسبعين وله إحدى وثمانون سنة. القرشي السهمي أبو حذافة أو أبو حذيفة وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة من السابقين الأولين يقال شهد بدرًا ولم يذكره موسى بن عقبة ولا بن إسحاق ولا غيرهما من أصحاب المغازي وفي الصحيح من حديث الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فلما سلم قام على المنبر فقال من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا قال فسأله عبد الله بن حذافة فقال من أبي فقال أبوك حذافة قال بن البرقي حفظ عنه ثلاثة أحاديث ليست بصحيحة الاتصال وفي الصحيح عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره على سرية فأمرهم أن يوقدوا نارا فيدخلوها فهموا أن يفعلوا ثم كفوا فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنما الطاعة في المعروف وفي صحيح البخاري عن بن عباس قال نزلت يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم في عبد الله بن حذافة بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية وقال بن يونس شهد فتح مصر وحكى خلف في الأطراف أن مسلمًا أخرج في الأضاحي عن إسحاق عن روح عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله بن حذافة قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث قال عبد الله بن أبي بكر فذكرت ذلك لعمرة فقالت صدق قال بن عساكر الذي في كتاب مسلم عن عبد الله بن واقد ليس لعبد الله بن حذافة فيه ذكر وهو خارج الصحيح عن عبد الله بن واقد عن بن عمر وقد أخرجه البرقاني من طريق سفيان عن سالم أبي النضر وعبد الله بن أبي بكر عن سليمان بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بن حذافة قلت وذكر بن عساكر الاختلاف فيه عن الزهري من كتاب حديث الزهري لمحمد بن يحيى الذهلي وذكره من طريق قرة عن الزهري عن مسعود بن الحكم عن عبد الله بن حذافة قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنادي أهل مني ألا يصوم هذه الأيام أحد ومن طريق شعيب عن الزهري عن مسعود أخبرني بعض أصحابه أنه رأى بن حذافة وأخرجه من طريق الحارث بن أبي أسامة عن روح عن صالح عن بن أبي الأخضر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة وأخرجه أبو نعيم في المعرفة من طريق سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد عن عبد الله بن حذافة والاحتمال فيه كثير جدًا وقال البخاري في التاريخ يقال له صحبة ولا يصح إسناد حديثه يقال مات في خلافة عثمان حكاه البغوي وقال أبو نعيم توفي بمصر في خلافة عثمان وكذلك قال بن يونس إنه توفي بمصر ودفن بمقبرتها ومن مناقب عبد الله بن حذافة ما أخرجه البيهقي من طريق ضرار بن عمرو عن أبي رافع قال وجه عمر جيشًا إلى الروم وفيهم عبد الله بن حذافة فأسروه فقال له ملك الروم تنصر أشركك في ملكي فأبى فأمر به فصلب وأمر برميه بالسهام فلم يجزع فأنزل وأمر بقدر فصب فيها الماء وأغلى عليه وأمر بالقاء أسير فيها فإذا عظامه تلوح فأمر بإلقائه إن لم يتنصر فلما ذهبوا به بكى قال ردوه فقال لم بكيت قال تمنيت أن لي مائة نفس تلقى هكذا في الله فعجب فقال قبل رأسي وأنا اخلي عنك فقال وعن جميع أسارى المسلمين قال نعم فقبل رأسه فخلى بينهم فقدم بهم على عمر فقام عمر فقبل رأسه وأخرج بن عساكر لهذه القصة شاهدا من حديث بن عباس موصولًا وآخر من فوائد هشام بن عثمان من مرسل الزهري.
|